لاأدري أين ستنتهي بي الكتابة، لكني سابدأ، وستجر الكلمة أختها..


كسرت طبق بثينة المفضل، لم تلاحظ حتى الآن لكنها ستفعل.. أعددت قائمة بالحجج التي تبرر الحادثة، كـ “إنها إشارة إلى أنه قد حان وقت تجديد الصحون”. 


أجلس الآن على حافة درجات الباب، سحرني نسيم الفجر فأشفقت أن أدخل، لكن الدرجات قاسية! منذ زمن لم أجلس في مكان له نفس الصلابة -قد يرجع السبب إلى كورونا- لكن هذا أصاب شيئًا في ذاكرتي، لأستحدث الفكرة القائلة:

comfortable ruin you

التي أؤمن بها، واستذكرها دائمًا لحث نفسي على المضي قدمًا، لكن لكل سلاح حدّين، فهذه المقولة أعلاه وصاحبتها “أفزع من الفراغ” قد قادتاني للتطرّف!

تبدو الراحة، المصحوبة بشيءٍ من الفراغ، رائعة وصحيّة، نحتاجها من حين لحين، وفي طبيعة الحال فالغلوّ والإفراط فيها -كما الإفراط في كل شيء- ضارّ. لكني أمسكت هذه المفاهيم وركضت بها حتى صعدت جبلًا فارع الطول، حتى صار من الصعب النزول، أي خطوةٍ للوراء أتوجّس منها، أخاف أن أهوي..


(قضيت وقتًا عصيبًا في الترم الأول من هذه السنة -الذي أسميه الفارغ، غير أنه مليء بكل ما تفكر فيه، إلا الجامعة- كنت استصغر نفسي واحتقر أعمالي.. الضئيلة، في نظر الأنا التي تريدني كاملة.

لم تنتهي القصة برجوعي للدراسة، فحين يقترب الاختبار الأخير من نصف الترم أو نهايته، أحمل همّ الأيام بعده، كيف ستكون جوفاء فارغة بعد أن اعتدت على الانشغال كنحلة. أضحك كلما أتذكر أمي وهي تسألني، ووجها طَلِق: “متحمسة للإجازة؟” فأرد ”أوه الله يعييين”. خرجت مع ديمة في اليوم الذي انتهيت فيه، بهدف الاستمتاع ومنع ظلال الكآبة، لكنها طلّت -ضحكت، ليست شمسًا لتطلّ، الأحرى بي أن أقول سقطت”.. تأبى إلا أن تضع بصمتها، تحوّل حديثنا حديثًا من نوع “what’s the purpose of…?:s“

بعدها بيومين عنيت أحد الجهات لمقابلة وظيفية بعد بحث وتنقيب عن عمل في الإجازة. غير أن ثقل هذه الظلال سرعان ما يخفّ طالما أنها إجازة رسمية، الجميع لا يدرس ولست وحدي كما كنت سابقًا)


تركت القمة المخيفة وخطيت للوراء حذرة، فـ مستمتعة، ولازلت..

أضاء لي الرؤية كلماتٍ قيلت لي حين كنت أحكي لقائليها علاقتي مع الفراغ، كل واحدة عقّبت بـ wooow  كبيرة، جعلتني أتقبل عدم الفعل، الذي هو فعلٌ لابدّ، خفيف النغم، عكسَ صخب الدراسة 

جوّعي نفسك للدراسة!

ريما

الفراغ ليس خطيئة

مضاوي

الأولى تعني أن استمتع بفرصة اللاشيء الحالية، وأشبع منها، حتى أكون متلهفة حين تأتي الدراسة. أما الثانية فخففت الشعور بالذنب وانتقاص الذات المستمر، فلا ضير أن يكون الإنسان فارغًا لبعض الوقت، ليس ذنبًا. شكرًا لأصحابها، ولكَ إن كنتَ وصلت هنا. فراغات سعيدة❤