غارقة في القراءة كنت، عندما توقفت اللحظة فجأة ونظرت.. يا الله! كيف أصبحت القراءة بلغة أخرى بهذه السهولة، بعدما كان منظرها فقط يوترني!
تكرر هذا التوقف كثيرًا، ربما لأن هذه الفترة من السنة الماضية كانت بارزة الأحداث -بداية كورونا والحجر- فأصبح كل ما أراه مُقارنًا بما مضى، وأصبحت أعدد كم أملك من الأشياء المعنوية والحسّية، التي كانت مجرد أمنية .
أتوقف، وأنظر مبهورة لكرم الله، فأحمده كثيرًا ولا يسع حمدٌ فضله.
لاحظت أني أصبحت مبتهجة، ونفسي وثّابة منفتحة للحياة مع هذه العقلية. لم أربط بين السبب (الامتنان) والنتيجة (الابتهاج) إلا بعد حين. لماذا لم أكن كذلك من قبل؟ هل كنت أنتظر فترة الحجر لتذكرني بما أحظى به؟
قرأت قبل سنين بحثًا في السعادة طُبّق على مجموعة من الناس طُلب منهم كتابة ٣ نِعم يوميًا ولمدة محددة (م: كهرباء، انتعشت بالماء، أكلت آيسكريم!) وكانت النتيجة ارتفاع ُملاحظ في السعادة، وبحثٌ آخر أعطى نفس النتيجة عندما تجعل ٣ أشخاص يبتسمون بسببك.
بعيدًا عن التنظير والبحوث التي تعدك بأي شيء، وعلى نهج علماء الكيمياء: لا تصدق شيئًا مالم تؤيده المشاهدة أو التجربة العملية. لذلك جربت، كلتا الطريقتين..
الأولى بقي معي أثرها، فكلما أحسست انخفاضًا في الهمة ومبالغة بجلد النفس -الفن الذي أجيده جدًا- وأني غِصت في التعاسة, استحدثت هذه الفكرة، و رحت أكتب النعم التي أحظى بها الآن “أفتّح عيوني”
تبدأ القائمة مبللة بالدموع وتنتهي منتشيةً بالضحك.
أما الأخيرة طبقتها في سنوات المدرسة، فكسبت من ورائها صداقات رائعة، أو على أقل تقدير لحظاتٍ حُلوة لا تُنسى. “كنت أزور دنو كلما أردت إسعاد شخص، الحقيقة أن في هذا شيء من الغش لأنها تتغلب علي وتجعلني أضحك قبل أن أحاول حتى!” نعم، دائمًا ينتهي السيناريو في هذه التجربة أن أسعد أنا أكثر.
ليست لهذه التجارب تلك الأهمية بقدر هذا المفهوم: “الامتنان”
أن تتوقف لحظة، تنظر وتتفكّر بما عندك. الأمر الذي سيدفعك للأمام بروحٍ أقوى، ولن تندم على أخذ دقائق التوقف هذه من وقتك الثمين، أنتَ الذي تردد دائمًا “آسف ما عندي وقت”.
الخلاصة
أتبصّر بالنعم التي أملكها
هذا سيجعلني أكثر رضا، وبهجة، وشكر لله عبر إسعاد الغير، الذي سيعود عليّ أيضًا بالنعم.
أحترم الرحلات الطويلة التي تطلّبتها حصول هذه الأشياء، صعبة لكن ولّدت أشياء رائعة، فتخف على رحلتي الحالية “u did tha hard work“
أدعي، اللي يدعي ما يخيب.