منتجات مكياج متنوعة، عمليات تجميلية، حلول ليزرية، تدخلات جراحية، ماركات ومصممين، رفع رموش ومايكرو حواجب ونفخ شفاه، سقفٌ لاحد له.

تطوّر يضني اللاحق به. 


كثرت في الآونة الأخيرة المناسبات -حفلات تخرج أعياد زواجات- وكنت، كأي فتاة، أسعى للظهور بأبهى حلّة. لكن في ظل هذا التطوّر الجماليّ عديم السقف.. بتّ اتسائل وأطمح، رغم أن كثير منها لا أحتاجه! لكن كلام الناس عنها حولي، أقارب كانوا أم لا، أرغمني على التساؤل ووضعه في الميزان. 

كاد الأمر أن يوقع بي، أن أركض مع الركب معميّة عن حاجتي، مفكّرة فيها بشكل أكثر من اللازم.. لكني تداركت. وكأني أفقت من حلم، تذكّرت أبياتًا أحبها وأؤمن بها جدًا لشاعر من شعرائي المفضلين، وها أنا أمدّ يدي إليكم لتتداركوا:

خير الجمال هو الجمال المحتمل

والنقص أشبه بالكمال من الكمال

ورب قولٍ عندما نقص اكتمل

تميم البرغوثي

جمالٌ واضح غير صارخ،تعرف وجوده لكن لا تدري بالضبط أين، أشبه بسحرٍ ألقي على حامله، تنبّش عنه حتى تجده، فهو في في إحداهن عياناها التي تشي بالشغف، وفي أخرى ابتسامتها الصاخبة، وفي ثالثة ذوقها المتفرّد في الملابس، وفي رابعة، آه لا أدري، لكنه موجود، ولا يختلف على ذلك اثنان. 

بعض النقص رائع، حلوٌ وبشري! وكأنه بسكونه يبرز حلاوتك، يسوي “هايلايت” على نقاط جمالك، التي ربما لولا هذا النقص لما برزت. قلت بعض؟ بل كثيرٌ منه محمود! كالغمازات، وإن بدت لنا علامة جمال فهي من ناحية طبيّة نوغٌ من النقص، ارأيتِ؟


ليس النقص هو فقط ما يبيرز حلاوتك، أتدرين ما يبرزها حقًا؟ جمالك الحقيقي الداخلي، شخصيتك وحضورك في المكان، الكاريزما خاصتك التي لا تشبه أحد. لذا عندما تختارين الأشياء التي تمثلك أنتِ وتعجبك، تشعرك بالرضا، كما تحبينها وليس كما يفرضها المجتمع، ستظهر روحك وشخصيتك وتلقي بضوئها على الأشياء الماديّة لتصبح أحلى بمراحل!

وحدة لو تلبس خيشة طلعت حلوة، وثانية لو تلبس أحلى الماركات ما انتبه لها، لذا، وببساطة أنتِ الأهم، وأنتِ اللي تحلّين اللي يلبسك. لذا أحاول حالما أدخل مكان المناسبة أن أنسى نفسي قائلة لها: لايد لك حينها ولا بعدها إلا بشخصيتك وحضور ذاتك، تخيلي أنك بأفضل حال وستكونين حقًا.


وقد قلت ما قلت، يجب أن أعرّج على تقبل الذات، فتقبل النقص كنوعٍ من الجمال وجزء من الشخصية كفيلٌ بأن يجعلك أسعد وأكثر تصالحًا مع ذاتك، إذ لا وجود للكمال في الدنيا، ولكل إنسان عيوبه وإن لم يعرفها سواه. فبما أنه أمرٌ لا مفرّ منه، فمحبة ذاتك بحسناتها وعلّاتها هو الخيار الأمثل، فلولا الأخيرة لما قامت الأولى. 

مهما كان شكلك رائعًا فستبقى الأشياء الصغيرة اللاملموسة هي الطاغية، وتظهرك في عين الأحباب ملاك. ضحكتك، حفاوتك وطريقة حديثك، مفرداتك الخاصة ونبرتك صوتك.

وأن ليس للجمال مثال أو مقياس.. إنما للجمال الأعين التي تنظر ولكل لرؤيتها الخاصة.