بنت الربيع

تحكي السطور قصة فتاة -تستطيع أن ترسم قوّتها وضحكتها الكلمات- تجابه اختبارًا وتنتصر عليه

ثم تأتي بالمفاجأة كالثلج، خبرٌ كالعيد


لبستِ التجلّد على كتفيكِ

جمعتِ العزم في عينيكِ

شربتِ القذى ماءً زلالًا

وسرتِ لوحدكِ (على جنبيك)

..

عمرتِ الدروب بقول ندي

جُبتِ الممرات برأي ذكي

فتحتِ عمارات القلوب برقةٍ

وأحييتِ روحًا بالضحك الشذي

..

ومرّ الزمان،

وطال المساء

وأصبح شعاع الصبح خافتًا

وهدأت ضجة القلب الفتيّ

وغطّ الكون بصمتٍ نقي

وجالت فكرة الاختبار

بعزمٍ تمنعك من الإنكار

حتى جاء اليوم الكئيب

وأطلّ بليله الزمن القريب

وطال وطال الانتظار

حتى وصلتِ حدّ الانهيار

فجاء الخبر كغيث السماء

كدفءٍ أزال برد الشتاء

شككتِ النظرَ في عينيكِ

ورحتِ تحدقين بين يديكِ

"فعلتُها!" فعلتِها!

واعترف الزمن أنكِ لها!


وانفرج همٌ وصار الهواء

يرفرف في الصدر منعشًا

وعادت روح الفتى الألمعي

وهبت مثل هبوب الربيع

على من كان جالسًا

فأورق المكان

وضجّت دروب الزمان

وخلّفت باسمًا وضاحكًا


طلة عروس

وفي ليلة العيد السرمدي

زففتِ الخبر عيدًا إليّ

هو الكون ضجّ سرورًا

أم أنه عقلي المنتشي؟

فطَلعتْ شمسٌ في السماء

لم تغب منذ ذاك المساء

حتى يوم العرس السعيد


قمرٌ من السماء توارى

وحلّت مكانه في الأرض يارا

وزُفت تشبه الصبح نضارًا


وحار المكان

واختلّ في الأذهان تعريف الجمال

أمن عينيها أتى أم من خيال

أم من شعرها المسدول كالليالي الطوال

“هاهم يرونك مثل بدرٍ ساطعٍ، ياليتني كل الناظرين إليكِ”